الثلاثاء، 9 يوليو 2013

انقلاب عسكرى بغطاء مدني!

انقلاب عسكرى بغطاء مدني!

انقلاب عسكرى بغطاء مدني!
أخطأ الرئيس المعزول الدكتور محمد مرسى وقيادات الإخوان المسلمون وذراعها السياسية حزب "الحرية والعدالة" فى كثير من القرارات والتصريحات الاستفزازية.. العالم كله فى أول حكمه قال (خليك) فى الأمن والاقتصاد والمصالحة الوطنية الأول ثم صفى حساباتك مع الفلول..قال لا التطهير أولا.. وللأسف لا عرف يطهر ولا سلم من التطهير، وضاعة الفرصة والبركة فى المستشارين.


لم تكن سيناريوهات التشويه والشائعات والحرب الإعلامية المنظمة لإيقاع الإخوان مع الشعب عشوائية أو عفوية، بل تم التخطيط لها منذ خرجوا للحياة السياسية، حتى الرئيس المعزول عاش تلك الحرب التى شحنت الشعب بالكره والغيظ والضغينة من التيار الإسلامى عموما، والإخوان المسلمون خصوصا، والفضل يرجع فى ذلك إلى أخطائهم السياسية، وإعلام رجال أعمال النظام السابق، الذين ما إن تم عزل الرئيس حتى صنعوا(تورتة) على شكل علم مصر وقاموا بتقطيعها على شاشات قنواتهم الفضائية احتفالا بانتصارهم، فكان دلالة تقطيع العلم المصرى فى (التورتة) أكبر إشارة إلى الجُرم الذى فعلوه بتمزيق مصر إلى فريقين ينظر كل منهما للآخر وكأنه شيطان، وهو ما حدث ونعانيه الآن.

لكن محاولة للفهم لا أكثر.. مَن شحذ الشعب المصري بهذه القوة الضاربة "غير المسبوقة" هذه المرة؟!.. ولماذا تمت الاستجابة للمطالب من قِبل الجيش بهذه السرعة قبل حتى أن نتخيل أنه سيحدث، كأنما كان ينتظر هذه الخطوة بفارغ الصبر؟!.. ولماذا بدأت حملة كاسحات الجليد لاعتقال كل رءوس الإخوان بهذه السرعة الملفتة، برغم أن رجال"الحزب الوطني" والفلول السابقين ممن تم إدراجهم في قوائم العار ينعمون بالحرية حتى الآن، ولم يتوقفوا عن الصراخ لحظة واحدة؟!
المتأمل فى تاريخ مصر، ومقارنة ما حدث سابقا بما يحدث الآن، وكأن التاريخ يعيد نفسه بشخوص مختلفة، فبرغم مرور أكثر من 50 عاما على ثورة 23 يوليو 1952 فإنه ما زال السياسيون حتى الآن يختلفون فى مصر والعالم حول ثورة 23 يوليو، هل كانت انقلابا عسكريا أم ثورة شعب.. ويسجل التاريخ بعد هذه السنوات الطوال انقلابا آخر تم التخطيط له شعبيا والتنفيذ عسكريا، لتصبح ثورة 30 يوليو 2013 انقلابا مدنيا بغطاء عسكرى أعطى شرعية لعزل الرئيس (المدنى) المنتخب، هذا ما يفهمه المؤيدون للثورة، لكن على الجانب الآخر لا يراها المؤيدون للرئيس المعزول إلا انقلابا عسكريا بغطاء مدنى، وهذه هى الأزمة التى نعانيها الآن، ويجب حلها بروية وهدوء حتى لا ندخل فى دوامة عنف وانقسام.

لحظة:
لن تنجح ثورة 30 يونيو إلا باحتواء الآخر ووجود حل مرض يرضى به ويعطيه أملا فى البقاء سياسيا.
Aligad2009@hotmail.com
لمزيد من مقالات على جاد

قائمة المدونات الإلكترونية