الاثنين، 9 مارس 2009

امسك حرامية.. !!



زمان كنا بنقول " امسك حرامى" ومع التقدم ودخول عصر التكنولوجيا واختراع أساليب الضحك على خلق الله والنصب وسِعتْ العملية وبقى فيه حرامية، وأصبحت البلد فى ملطش والكل فيها بيلطش .. واللى يحزِن إن أولادها الشجعان همة اللى بيخربوها .. والأمثلة كتير ما تعدش ..

إِلّا ما فيه واحد طلع ابن حلال وقال ياد عيب دا خير البلد للكل مش لينا احنا بس .. لا ودى تيجى !!
طبعا الكل جرى وهبش وقعد يعبى وكأنه بيعبى من جيب أبوه، طيب ماشى سرقتوا واتبسطوا وكلتوا واشبعتوا ماشى يا عم .. شغلوا فلوسكم بقى فى البلد اللى سرقتوها وأهو يبقى رديتوا جزء من جمايلها عليكم، لا ومين يلعب قمار فى أوروبا ويعمر فيها غير الأندال دول ؟!

أما الباقى فقال استثمر فلوسى فوقع باردوا فى حرامى زيه وما حصل لخِيرة وعِلِية القوم من أبناء بلدنا المبجلين .. المليانين فلوس اللى من كتر فلوسهم بقوا مش عارفين يودوها فين كشف المستور بعد ما "ظبّطهم" البوشى وهدّ المعبد على راس اللى فيه، وكأنه بيقولهم:" اللى بييجى بلوشى بيروح بلوشى " أو بياخده البوشى ..!
دائما هناك أسئلة نعرف إجاباتها جيدا لكن ليس لدينا الشجاعة الكافية لنطقها أو مجرد التلميح لها.. احنا كدا .. وبلاش أفسر أكتر من كدا، وبرغم ذلك لا نمّلْ من ترديدها حتى ولو همسا .. خوف.. جبن .. ندالة .. دقة نقص ..هيافة، سميها أى حاجة بس سبنى الله يخليك أربى العيال .. وبعدين وأنا مالى أتحشر فى إلى ما ليش فيه ليه .. هه ؟!

ماذا يريد أصحاب المال من هذا البلد أكثر مما أخذوا ؟!
وماذا فعلوا بما نهبوه، ماذا سيفعلون بأموالهم وهم محرم عليهم دخول بلدهم إلا محمولون على الأكتاف إلى مثواهم الأخير واللعنات تلاحقهم، وكأن الوطن لفظهم من جسده كعضو فاسد أعى وأدمى الوطن ؟!

أين ممدوح اسماعيل، و رامى لكح، والريان، و ريان مدينة نصر، أين الخائنون والفاسدون، وغيرهم وغيرهم ..
أين الأعضاء الفاسدة من جسد الوطن ؟!
وأين البطل الهمام الجديد نبيل البوشى اللى خلع بـ 350 مليون جنيه ؟!

العجيب أن الناس فرحت فى أصحاب الفلوس اللى لطشها البوشى وغيره وأخذوا يرددن فى نفس واحد " أحسن .. يا ريته كان أخد عنيهم .. " الله عليك يا شعب مصر، الكل يعرف أن من نهبهم البوشى يستحقون النهب، وعلى رأى المثل الجديد " اللى بييجى بلوشى بياخده البوشى" إحنا كدا بنصنع من خيبة الأمل نكتة لنضحك أو لنبكى على ما وصلنا إليه، نضحك بها على أنفسنا لنخفى الألم الذى يعتصر قلوبنا حزنا وحسرة ..

ماذا لو شغلوا الفلوس دية فى البلد والكل عاش، لماذا لم يستثمروا أموالهم فى مشاريع تخدم البلد وتخدم أبناءه الذين تملكهم اليأس فى الحصول ولو على أقل القليل من حقوقهم؟!

ألم يعرف أصحاب هذه الأموال أن تشغيلها فى البلد سيكون أضمن لهم من بنوك سويسرا واستثمارات الغرب، وقد رأينا ما كشفته الأزمة الاقتصادية من مصائب وقع فيها " الهليبة " من نصابين العرب وأصحاب البترول والثروات الطائلة الهائلة، عندما قامت حكومات بعض الدول الأوروبية بالسطو على أموال العرب التى لديهم، ولم يجرؤ أحد منهم أن يقول انضحك عليه من الغرب، وأخفى" خيبته وقال ياحيط دارينى ليعرفوا اللى كان عندى " .

المال ليس كل الحياة، والحياة ليست فى جمع المال ..
الحياة هى أن يعيش الإنسان فى أمان لا يؤذى نفسه ولا الآخرين، أن يعيش بحب وسط من يحب، لا أن يجعل همه فى جمع المال وما نهبه من حلال أو حرام والهروب به، فالله أخلفنا فى الأرض وفيما عليها من خيرات وجعل الإنسان مالكا لها لخدمة أخيه الإنسان قبل نفسه.



تشترى شعب .. !!

تشترى شعب ؟!



لا ترقى الأمم إلا بالعمل والتقدم والرقى والابتكار والاختراع، وفوق كل هذا إعطاء الفرصة للشباب فهم مستقبل أى أمة، فتقدم الأمم ونجاحها يقاس بالنظر إلى شبابها، فإذا كان يعمل بضمير يقظ وحِسْ وطني وشعور بالمسئولية فهي أمة قوية متماسكة عظيمة، وإن كان شبابها لا يقوم بشيء مما سبق فهي متخلفة وفى ذيل ركب الإنسانية .. نعرف ذلك جيدا ولا نطبق ولا نسمع الكلام.



الأدهى من هذا ويبكى ويخلى الأقرع يشد فى شعره لا نتعلم الدرس، وحياتنا كلها متناقضات وازدواجية فى التفكير والتصرفات، وانفصام فى الشخصية ـ يعنى بمية وش ـ فنجد الواحد منّا دائما لا يخطئ، وأنه ملاك وباقى الناس فى نظره ولاد ستين فى سبعين وبتصيدولوا الأخطاء بل يخترعونها له، ولا يشغله إلا كيف ينتقم لنفسه، وأغلب هذا المشاكسات تكون فى زملاء العمل " التيم وورك يعنى" .. إنما نفكر فى حل أوتطوير أو اختراع أوفكرة جيدة تخدم العمل والناس والوطن "إليئة" ـ لأ .. ـ بس برخامة وتلاحة وغتاتة ورزالة وكل أنواع العبط إللى ما أنزل الله بها من سلطان .. ناس مين يا عم ووطن إيه بلا هَمْ .. ما دام أخر الشهر بمد أيدى وأاخد المرتب على داير سحتوت يبقى خلاص .. تولع.


وضعنا أنفسنا بتصرفاتنا وقراراتنا الخاطئة فى مأزق بل مصايب جمة، وحتى لا نلوم أنفسنا ونجلدها، نتحايل ونكذب ونتلولو زى التعابين والبهلونات لنهرب من عملتنا المهببة بأقل الخسائر وفى أحيان كثيرة بدون خسائر من أصله، ونجد فى إلصاقها بالآخر مخرجا سهلا ، حتى أعطينا الشماعة لمخطئ آخر ليعلق عليها أخطاءه ويزيد همومنا هما ونكدا وتأخرا وتخلفا والبقاء محلك سر.



كان لابد من صياد يستغل هذا الهبل المنتشر، فظهروا الهليبة والنصابون والناس اللى بيبيعوا الهوا فى قزايز، وحياتنا مليانة بنماذج كثيرة استغلوا فينا الضعف والكسل واللا مبالاة المنتشرة فى أفعالنا كالسرطان، نمازج رأت فينا العجز عن إدارة حياتنا فأداروها بحجة أنهم المصلحون الجديرون بالسير بنا وسط الأمواج العاتية، فسرقونا وبهدلونا ونصبوا علينا وشربونا بوظة ـ من البوظان ـ وهو مشروب يصيب الإنسان بالعته والوخم والبلاهة والبلادة فيصبح كالدمية لا نفع فيه.


ألم نسأل أنفسنا .. لماذا يهرب الشباب ـ اللى همة عصب الأمة ودعائمها ـ سفرا وبأي طريقة إلى بلاد الغرب .. مُعرِّضين حياتهم للخطر والموت غرقا ؟!
لماذا نعيش حالة من التوهان، والعيش فى الخيال والأحلام للهروب من الواقع ؟!
ألم نسأل أنفسنا أين حقوقنا الضائعة وفرصنا المهدرة، وحقنا فى حياة كريمة تحفظ آدميتنا وتشعرنا بأننا بشر؟!



تآمرعلينا الفاسدون .. فلا مكان لمجتهد ولا متفوق ولا عبقري ولا مخترع .. « سيبك من كل ده، معاك واسطة..انت ابن مين »؟ وهنا .. إما الهرب من الظلم لأحضان أوروبا أو سلوك طرق ملتوية للنصب على خلق الله .. أو القيام بأى عمل يضمن لنا البقاء على الحياة !!

خدعونا صغارا فقالوا إن كل ما على الأرض من خير ملك لكل الشعب، وعندما كبرنا اتضح الزيف وانكشف الخداع، ووجدنا ما على الأرض ملك لأشخاص بعينهم، بالطبع لسنا منهم، هم أصحاب" الحظوة والشللية من ولاد الكـ..."

تعالوا نبص فى حتة تانية من البلد ... إلى المصالح الحكومية ومؤسساتنا القومية والقطاعات المهمة والحيوية، وغيرها من شركات ومصانع، وحتى محال تجارية نجدها مليئة برجال التصقت مؤخراتهم بالكراسي عمدا، مقابل الطاعة العمياء وعدم إثارة المشاكل التي تقلق رؤساءهم، وبالتالي تهدد وظيفته التى ظن أنه ورثها ولن يتركها إلا لأحد ورثته.


فكرة تانية سهلة خالص .. لو عملنا حصرا في قطاعات العمل المختلفة، حكومية وغير حكومية سنجد أسرا بكاملها تعمل في مكان واحد .. الأب والابن والزوجة والأخ والأخت وأنواع كثيرة من درجات القرابة، والكل يُفوِتْ لبعضه وهيصة يابا .. أعلى بوظة بالمهلبية والكوسة والملوخية، والتيجة مصالح ناس متعطلة علشان ابن الهانم المديرة اللى شغال محاسب فى مديرية ماما ما جاش النهاردة أصل عنده ميعاد مع الموزة، دا مثال بسيط والمصايب أكتر من كدا بكتير وكتير قوى .. يووووه ماتعدش البلد كلها قرايب فى بعض، وكله بيخدم كله على قفى الشعب المتنيل على عينه !!!

سادت المحسوبية والكوسة والتفويت، وانتشرت كلمة « معلش وعشان خاطري وهو يعنى جات عليه »..« يا عم سيبها لله ».. كلام نسمعه كثيرا وضِعَ لتقويض أمة وخراب دولة، وتضييع وقتل مواهب وعقول وزهرة شباب شعب، والنتائج نصطلي بلهيبها الآن .. شباب مُغَيَّبْ علما وخلقا وانتماء ودينا وشرفا ووطنية ..

شباب نتيون ودشيون وديسكاويون، شباب الأنفاس والبوكسر والجيل، والزفت الأزرق إن كان فيه أزرق .. غلاء أسعار، وحوادث قتل وتخريب وعمارات تنهار وعَبَّارات تغرق، وشباب يقتتلون على خمسة جنيهات، وسرقات في عِزْ الضُهر، ونصابين على كل شكل ولون، جميعهم اتفقوا على نهب البلد ومَصْ دماء الغلابة، والمتاجرة حتى فى أجسادنا وبيعها قطع غيار لمن يدفع أكثر .."بيقولوا أحسن قلب وكبد وكلى وبنكرياس وعيون وضوافر موجودة عندنا .. تخيلوا " استبدلوا ما تلف من أجسادهم بأعضاء من أجسادنا، وتبادلوا كؤوس الخمر في بارات مارينا وشرم الشيخ ونوادي أوروبا ..


يمكن ييجى علينا يوم ويبعونا شروة واحدة ويخلصوا .. مش بعيدة فى يوم نلاقى أولى الأمر من أسيادنا اللى ضيعونا وخربوا بيوتنا رابطين كل مواطن بسلسلة وملبسينه برنيطة أوروبية وحاطينله برفن ـ يعنى ريحة .. كالونيا ..عطر ـ والابتسامة مالية وشهم وهمه بيقولوا للسماسرة " تشترى شعب" !!!

قائمة المدونات الإلكترونية