نحن اليوم فى مدينة ارتبط ذكرها فى القرآن الكريم بقصة سيدنا سليمان ـ عليه السلام ـ وحادثة السحر والملكين، وما يحكيه الناس من أساطير حول السحر والسحرة وأعمالهم المخيفة، مما دعا الغرب إلى جمع أعاجيب الشرق وقصصه فى مؤلفات يونانية ورومانية، خلطوا فيها الحقائق بالأكاذيب، فجنحوا بخيالهم إلى ما ليس بحقيقى بعيدا عن الواقع ..
هناك فى هذا المكان الواقع فى بلاد الرافدين يحكى لنا القرآن الكريم قصة مدينة بابل، حيث أجمع المؤرخون على أن بابل المقصودة فى القرآن الكريم موجودة فى العراق، ولا توجد فى بلاد المغرب أو المشرق مدينة مشهورة بهذا الاسم سوى بابل العراق، وتقع على نهر الفرات وتبعد عن بغداد 90 كيلومترا جنوبا، وهى بالقرب من أضيق منطقة يتقارب فيها نهرا دجلة والفرات، ويتركز فيها العمران والسكان ولها مناعة جغرافية وطبيعية.
"واتبعوا ما تتلو الشياطين على ملك سليمان وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر وما أنزل على الملكين ببابل هاروت وماروت.." سورة البقرة102
بابل دولة قديمة لها تاريخ وحضارة عرفها العالم قديما وحديثا، وخلدها القرآن الكريم بذكرها، نشأت فى حضن ضفتى نهرى دجلة والفرات، وكان من أشهر ملوك الدولة البابلية الأولى الملك حمورابى، بل أشهر الحكام فى التاريخ القديم، كانت تعيش فى المدينة أسرة عرفت بالأسرة البابلية، وملخص ما ذكره القرطبى والطبرى فى تفسيريهما لهذه الآية أن بابل كانت محط إعجاب الجميع ومرتعا خصبا للأساطير والقصص والحكايات حتى نالت اهتماما من كل عواصم بلاد الشرق المعاصرة لها، وقد وضع البابليون قوانين لعلم السحر والشعوذة الذى كانت له مكانة لدى أهل بابل والشرق فى العصور القديمة، فعرفوا السحر الأبيض النافع والأسود الضار، وعبدوا آلهة خاصة بالسحر لدفع الضرر وجلب الخير ومقاومة الأرواح الشريرة، وكان رجال الكهنوت أعلى مكانة من رجال الدين فكانوا يقيمون طقوسا خاصة بذلك، وكانت الشياطين تلعب دورا بارزا فى السحر حتى إن الساحر كان يقارع الشياطين الشريرة الضارة، واستخدم البابليون السحر فى الطب وشفاء الأمراض .
وفى سبب تسمية بابل بهذا الاسم اختلف المفسرون والعلماء، فقال القرطبى لتبلبل الألسن بها حين سقط صرح نمرود، وقيل سميت بذلك لأن الله تعالى لما أراد أن يخالف بين ألسنة بنى آدم بعث ريحا حشرتهم من الآفاق إلى بابل فبلبل الله ألسنتهم بها ثم فرقتهم تلك الريح فى البلاد، وقال ابن مسعود لأهل الكوفة انتم بين الحيرة وبابل، والبلبلة تعنى أيضا التفريق، ومما قيل فى البلبلة ما رواه ابن عباس أن نوحا عليه السلام لما هبط على الجودى ابتنى قرية سماها ثمانين، فأصبح ذات يوم وقد تبلبلت ألسنتهم على ثمانين لغة إحداها اللسان العربى وكان لا يفهم بعضهم بعضا.
روايات عدة قيلت فى قصة بابل والملكين، منها ما ذكره ابن كثير أنه لما كثر بنو آدم وزاد فسادهم وعصوا دعت الملائكة عليهم والأرض والسماء والجبال : ربنا ألا تهلكهم ؟ فأوحى الله إلى الملائكة أن الله تعالى لو أنزل الشهوة والشيطان من قلوبكم ونزلتم لفعلتم أيضا، يقول ابن عباس فحدثوا أنفسهم أن لو ابتلوا اعتصموا، فأوحى الله إليهم أن اختاروا ملكين من أفضلكم فاختاروا هاروت وماروت فأهبطا إلى الأرض، بعد أن أخبرهم سبحانه وتعالى بأنه لا رسول بينهما وبينه سبحانه وتعالى كما يرسل إلى بنى آدم رسلا، فلا تشركا بى شيئا ولا تزنيا ولا تشربا الخمر، قيل فلما نزلا ما أمسيا من يومهما الذى أهبطا فيه إلى الأرض حتى فعلا جميع ما نهيا عنه، وقد أنزلت "الزهرة" إليهما فى صورة امرأة من أهل فارس، فوقعا بالخطيئة فكانت الملائكة يستغفرون للذين آمنوا " ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما فاغفر للذين تابوا " فلما وقعا فى الخطيئة استغفروا لمن فى الأرض.
بابل هى الأرض الشاهدة على أحداث جرت فى كل مكان فيها بين الإنس والجن والشياطين، مشاهد يصعب على أعتى مخرجى أفلام الرعب تخيلها، كان سليمان ـ عليه السلام ـ بتأييد وعون من الله تعالى المسيطر على مجريات هذه الأحداث، حتى وقعت الخيانة من كاتبه "آصف" فكان يعرف الاسم الأعظم، وكان يكتب كل شيء بأمر سليمان ويدفنه تحت كرسيه، فلما مات سليمان ـ كما ذكر ابن كثير فى تفسيره لهذه الآية ـ أخرجته الشياطين فكتبوا بين كل سطرين سحرا وكفرا وقالوا هذا الذي كان سليمان يعمل به، فكفر بعضهم وسبوه وظلوا يسبونه حتى أنزل الله على محمد - صلى الله عليه وسلم - " واتبعوا ما تتلو الشياطين .. "، وقال بعض المفسرين إن سليمان ـ عليه السلام ـ كان إذا أراد أن يدخل الخلاء أو يأتي شيئا من نسائه أعطى امرأته خاتمه، فلما أراد الله أن يبتلي سليمان ـ عليه السلام ـ بالذي ابتلاه به أعطى امرأته ذات يوم خاتمه فجاء الشيطان في صورة سليمان فأخذ الخاتم ولبسه، فلما لبسه دانت له الشياطين والجن والإنس، فجاءها سليمان فطلب خاتمه فكذبته وظنت أنه الشيطان، فعرف سليمان أنه بلاء ابتلي به، وانطلقت الشياطين تكتب في تلك الأيام كتبا؛ فيها سحر وكفر ودفنوها تحت كرسي سليمان ثم أخرجوها وقرؤوها على الناس، وقالوا إنما كان سليمان يغلب الناس بهذه الكتب، فتبرأ الناس من سليمان واتهموه بالكفر حتى نزل قوله تعالى " وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا ..".
وفى سبب تسمية بابل بهذا الاسم اختلف المفسرون والعلماء، فقال القرطبى لتبلبل الألسن بها حين سقط صرح نمرود، وقيل سميت بذلك لأن الله تعالى لما أراد أن يخالف بين ألسنة بنى آدم بعث ريحا حشرتهم من الآفاق إلى بابل فبلبل الله ألسنتهم بها ثم فرقتهم تلك الريح فى البلاد، وقال ابن مسعود لأهل الكوفة انتم بين الحيرة وبابل، والبلبلة تعنى أيضا التفريق، ومما قيل فى البلبلة ما رواه ابن عباس أن نوحا عليه السلام لما هبط على الجودى ابتنى قرية سماها ثمانين، فأصبح ذات يوم وقد تبلبلت ألسنتهم على ثمانين لغة إحداها اللسان العربى وكان لا يفهم بعضهم بعضا.
روايات عدة قيلت فى قصة بابل والملكين، منها ما ذكره ابن كثير أنه لما كثر بنو آدم وزاد فسادهم وعصوا دعت الملائكة عليهم والأرض والسماء والجبال : ربنا ألا تهلكهم ؟ فأوحى الله إلى الملائكة أن الله تعالى لو أنزل الشهوة والشيطان من قلوبكم ونزلتم لفعلتم أيضا، يقول ابن عباس فحدثوا أنفسهم أن لو ابتلوا اعتصموا، فأوحى الله إليهم أن اختاروا ملكين من أفضلكم فاختاروا هاروت وماروت فأهبطا إلى الأرض، بعد أن أخبرهم سبحانه وتعالى بأنه لا رسول بينهما وبينه سبحانه وتعالى كما يرسل إلى بنى آدم رسلا، فلا تشركا بى شيئا ولا تزنيا ولا تشربا الخمر، قيل فلما نزلا ما أمسيا من يومهما الذى أهبطا فيه إلى الأرض حتى فعلا جميع ما نهيا عنه، وقد أنزلت "الزهرة" إليهما فى صورة امرأة من أهل فارس، فوقعا بالخطيئة فكانت الملائكة يستغفرون للذين آمنوا " ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما فاغفر للذين تابوا " فلما وقعا فى الخطيئة استغفروا لمن فى الأرض.
بابل هى الأرض الشاهدة على أحداث جرت فى كل مكان فيها بين الإنس والجن والشياطين، مشاهد يصعب على أعتى مخرجى أفلام الرعب تخيلها، كان سليمان ـ عليه السلام ـ بتأييد وعون من الله تعالى المسيطر على مجريات هذه الأحداث، حتى وقعت الخيانة من كاتبه "آصف" فكان يعرف الاسم الأعظم، وكان يكتب كل شيء بأمر سليمان ويدفنه تحت كرسيه، فلما مات سليمان ـ كما ذكر ابن كثير فى تفسيره لهذه الآية ـ أخرجته الشياطين فكتبوا بين كل سطرين سحرا وكفرا وقالوا هذا الذي كان سليمان يعمل به، فكفر بعضهم وسبوه وظلوا يسبونه حتى أنزل الله على محمد - صلى الله عليه وسلم - " واتبعوا ما تتلو الشياطين .. "، وقال بعض المفسرين إن سليمان ـ عليه السلام ـ كان إذا أراد أن يدخل الخلاء أو يأتي شيئا من نسائه أعطى امرأته خاتمه، فلما أراد الله أن يبتلي سليمان ـ عليه السلام ـ بالذي ابتلاه به أعطى امرأته ذات يوم خاتمه فجاء الشيطان في صورة سليمان فأخذ الخاتم ولبسه، فلما لبسه دانت له الشياطين والجن والإنس، فجاءها سليمان فطلب خاتمه فكذبته وظنت أنه الشيطان، فعرف سليمان أنه بلاء ابتلي به، وانطلقت الشياطين تكتب في تلك الأيام كتبا؛ فيها سحر وكفر ودفنوها تحت كرسي سليمان ثم أخرجوها وقرؤوها على الناس، وقالوا إنما كان سليمان يغلب الناس بهذه الكتب، فتبرأ الناس من سليمان واتهموه بالكفر حتى نزل قوله تعالى " وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا ..".
نشرت يوم الخميس 13 رمضان 1430هـ / 3 - 9 - 2009http://www.al-seyassah.com/PDF/09/SEPT/03/35.pdf
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
قول وعبر .. ما تخافشى السكات هو اللى يخوف: