الثلاثاء، 21 مايو 2013

تمرد صديقى الإيرانى

تمرد صديقى الإيرانى


تمرد صديقى الإيرانى
بعيدا عن حملات "تمرد" و"تجرد" و"مؤيد" التى يجرى الترتيب لها الآن فى كل شوارع مصر وحواريها.. وبمناسبة الأحداث القادمة سأتحدث عن تمرد آخر ليس مصريا ولا عربيا.
فمنذ عام تقريبا قبل زيارة مصر التاريخية لإيران، تعرفت على ناشط حقوقى إيرانى، كان يرسل لى بصفة دائمة أخبارا عن مخيمات (أشرف) على الحدود العراقية وعن الانتفاضة الإيرانية والمظاهرات التى تجوب شوارع طهران والاشتباكات التى تحدث بين الشباب المتمرد وقوى الأمن الملالي.
كنت أقرأ رسائله التى يرسلها لى عبر الإميل الخاص أو من خلال (الشات) عبر موقع التواصل الاجتماعى فيس بوك، وأتعجب من إصراره على مراسلتى، وسألته يوما عن ذلك فكان رده دبلوماسيا مؤكدا أن ما يفعله هو نوع من اطلاع أكبر عدد ممكن عما يجرى هناك فى بلاده، لكن ما زال فى يقينى أن الهدف من ذلك شىء آخر ربما سيتضح فى الأيام المقبلة.
وتبادل معى بعض النقاشات المبتورة حول الحكم فى إيران والاضطهاد الطائفى والسياسى الذى تعانى منه المعارضة الإيرانية، وفى كل رسائله كان يحذر من خطورة عودة العلاقات بين مصر وإيران، ملخصا خوفه فى أن الهدف من ذلك التقارب هو سيطرة حكام إيران على شعوب المنطقة و(الحلم الفارسى)، وقد لفت انتباهى لفظ (حكام إيران)، وكأن الدولة يحكمها أكثر من حاكم، حاولت أن أفهم ماذا يقصد لكن ما قاله لا يصلح للنشر.. وهذا نص إحدى رسائله وسأترك لكم التعليق:
"من دواعي فخري تشرفت بلقائك عبر الانترنت، بودي أن أشرح لكم موجزا عن سيرتي الشخصية إنني أحد المعارضين الإيرانيين، وقد خرجت من بلدي قبل سنوات متمردا على الحاكم ورافضا سياسة الحكم؛ لأن الظلم في إيران والنظام الحاكم لم يسمح لي باستمرار الحياة، وبهذا اخترت الخروج من بلدي والنضال ضد الدكتاتوري.. ولهذا (أناشط) لتحقيق الحرية والديمقراطية في بلدي الحبيب، وقد سمعت وشاهدت في هذه الأيام كثيرا عن ثورتكم وعن نضالكم وعن نجاحكم في درب الحرية، وبودي أن أستفيد من تجاربكم في هذا الدرب أولا، وأيضا أخذ مساعدات معنوية في عملي كناشط فى حقوق الإنسان.
فالوقوف بوجه الحكام المتطرفين والظالمين في إيران وفي هذا الدرب واجب وطني وديني وإنساني لكل إنسان شريف.. ليس حافزي لتقديم هذا الكلام كوني إيرانيا فحسب، بل أرى بأم عينيي أن خطر حكام إيران على شعوب المنطقة أكثر من أي وقت مضى، وحكام الظلام متربصون بكل فرصة لاستغلالها لأجل انقياد الشعوب تحت غطاء وذريعة الدين، ولكن الدين الحنيف بريء منهم، وهذا النظام لا يمت بأي صلة للإسلام نهائيا والرسول بريء منهم، لأن تعاليم الدين الإسلامي هي السماحة والعدل.
أخي الكريم، أولا أشكرك على انتباهك، وثانيا برغم عجزي في الكلام بما أنني إيراني أحاول التحدث بلغتكم، لكن يشرفني بمعرفة قراءتك وانطباعك على فحوى كلامي.. استودعكم الله على أمل أن التقي بردكم عن قريب.. أتمنى لك كل النجاح والموفقية.. مع الود أخوكم المخلص مجد أميري".. انتهى نص الرسالة.
لحظة:
يبدو أن الرياح ستأتى بما لا تشتهى مصر..!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

قول وعبر .. ما تخافشى السكات هو اللى يخوف:

قائمة المدونات الإلكترونية