كل يوم كالعادة استيقظ من نومى بضرب الجزم لألحق بأى ركوبة وسط أمواج من البشر يتنططون فوق العربيات كقرود وجرزان أفلام الكرتون.. وبشق الأنفس والمزاحمة بكتفى والدفع بيدى وبرجلى استطعت ركوب الاتوبيس لأقف أمام اتنين قاعدين وهم فى قمة القرف " وأنا طبعا واقف فى الطرقة اللى بين الكراسى " شكلهم موظفين.. وشكلهم طافحينه من العيشة واللى عايشنها .. وشهم بيقول الخناق للبيع ..
نفسهم يتخانقوا مع أى حد وخلاص، دار بينهم حوار غريب الشكل .. تخيلوا انتماءهم الكامل لقناة الجزيرة، ما بيثقوش فى أى خبر بيسمعوه من أى قناة من اللى ماليين فضاء العالم، وكأن الجزيرة هذه ملاك طاهر.. لا تكذب ولا تخون ولا تدعى الصلاح.. مع إنها مصيبة لابسة خيبة وماشية فى وسط العرب بظيطة وظمبليطة وعامله فيها خايفة على مصلحة العرب ..
وتعالوا نرجع لورا شوية.. مش كتير، منين طلعت الطيارات اللى ضربت إخونا فى العراق سنة 2003 وقبل كدا ؟!
اقولك أنا .. من قاعدة " العيديد " و " السيلية " بقطر الشقيق .. ركِزوا شوية والنبى على كلمة " الشقيق " .. يعنى أختنا وبنت عمنا ومن لحمنا ودمنا، ومن المفروض اللى يهمنا يهمها واللى يبصلنا بعين تبصله بتنين .. تربينا على كدا، وعلمونا أهالينا إن" اللى يفوت أخوه ويعيش لوحدة يستاهل كل اللى يجراله".. وعلى رأى المثل " ما يشيل همك إلا اللى من دمك ".. و تعالوا نشوف بلاديتنا اتكلموا عن الجزيرة إزاى ..
التفت الرجل بجسده كله ناحية الجالس بجواره فوقعت عينه علىَّ .. نظر إلىَّ نظرة ريبة متعجبا من شكلى ومظهرى .. ربما شك فى أن أكون تبع أمن الدولة أو المباحث، إذ ما الذى حشرنى بينهم وأنا أرتدى بدلة بالشىء الفلانى.. وبرغم ذلك لم يتراجع الرجل عما نوى قوله، ولسان حاله يقول خربان .. خربانه .. هايسخطوك ياقرد !!!
- تصدق بإيه..
- لا إله إلا الله .. ما حد قال كلمة الحق فى اللى بيحصل فى غزة غير قطر وقناتها الجزيرة، كشفوا للعالم سِمْ اليهود وجبروتهم وبطشهم بالغلابة اللى لا معاهم سلاح ولا يحزنون.. غيرشى شوية الحجارة اللى عمَّالين يحدفوهم بيها وصواريخ البمب اللى عمَّالة المقاومة تِحَدِفها عليهم كل شوية، لما جابت الكافية لأهالى غزة وقلبت عليهم اليهود.
- منك لله ياهتلر انت واللى زرع اليهود فى وسطينا، تخيل كدا منطقة الشرق الأوسط من غير اليهود، وتخيل العالم كله من غيرهم.. كانت الدنيا كلها هاتعيش فى سلام وأمان، ولا هايبقى فيه حروب ولا مشاكل ولا عصابات ولا اغتيالات، والدنيا هايبقى لونها وردى.
- وطى صوتك ربنا يهديك.. ما هياش ناقصة
وهمس فى أذن الآخر وهو يسرق النظر اتجاهى، محاولا عدم جزب انتباهى لهما.
- أصل اليهود اليومين دول عملوا قانون جديد، ووافقت عليه الأمم " المنتحرة " ..
بيقول: إن أى حد يتعرَّضْ لليهود بالشتِيمة أو بأى لفظ مُشْ على مزاجها هايحاكموه دوليا، كمجرم حرب وهايكون مصيره يا حبل المشنقة زى صدام حسين أو " جوانتاناموه " يقضى عمره هناك يلعب مع الكهربة والكلاب السعرانة، واحنا مش عارفين الأفندى " المتقمع " اللى واقف فوق روسنا ده تبع مين .. كل عيش وربى عيالك .. احنا مش عارفين الضرب هايجيلنا منين!!
- بس بصراحة قناة الجزيرة والمراسلين بتوعها عملوا اللى ما حدش عمله.. دا إحنا اللى هوه احنا بتوع الحضارة والتاريخ ما عندناش قناة زيها مع إننا رواد الإعلام العربى وهلوود الشرق ما حصلناش ربعها، وكل أخبارنا اللى كانت بتتذاع منقولة من قنوات أجنبية.. وكأن الأجانب ما بيكذبوش ولا بيضحكوا علينا، مع إنهم موكلينا البالوظة.
" والله ما أنا عارف يعنى إيه بالوظة.."
حاولت أن أبحث فى المعاجم وكتب اللغة عن معنى لها فلم أجد، لكن ـ والله أعلم ـ هى حاجة كدا معناها الضحك على الناس وخداعهم بأكاذيب...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
قول وعبر .. ما تخافشى السكات هو اللى يخوف: