الثلاثاء، 7 مايو 2013


مدرس الخصوص.. والفتنة النائمة (3)


بقلم: على جاد

بسبب خطأ فنى فى طريقة النشر الالكترونى تأخر مقال الأسبوع الماضى 15 ساعة عن توقيت نشره، واقترح مدير تحرير الموقع علىّ أن ينشر فى اليوم التالى حتى يظل 24 ساعة كاملة منشورا، لكنى فضلت نشره الـ 9 ساعات الباقية من اليوم لأظل عند الوعد بإكمال ما بدأته..

اللقاء الفاتر غير المعتاد من زملائى بالمدرسة خاصة الأستاذين عيد نسيم وهانى قدوس اللذين كنت أحبهما واحترمهما وأتبادل معهما الحديث فى كل شىء زادنى توترا، حيث كانا يقابلانى دائما بابتسامة عريضة كنت أظنها ابتسامة صافية نابعة من القلب، ولم أفكر ولو للحظة أن أفسرها غير ذلك.. ابتسامة الأخوة فى بنى الإنسانية وأولاد آدم، حتى ولو كانت الديانة تختلف.

كان الأستاذ هانى قدوس يتمنى ألا يمد يده لولا أن دفعته ليضعها فى يدى وهو يمقتنى ويمقتها، أما الأستاذ عيد نسيم فكست وجهه نفس الابتسامة وكأن شيئا لم يكن، صعدت الى الدور الثالث حيث ميعاد الحصة الأولى فى فصل (أولى أول)، وفى أثناء شرح الحصة فاجأنى الأستاذ عز ميخائيل واقفا على باب الفصل، وبلهجة غاضبة ودون أن يسلم علىّ قال: "وكيل المدرسة عايزك فى مكتبه"، أيقنت على الفور أن هذا الاستدعاء بخصوص ما قيل.

وما أن وقفت أمام الأستاذ (أحمد عرفة) وكيل المدرسة حتى وجدته يلتفت يمينا ويسارا ثم قام من مكتبه متجها إلى باب الحجرة أغلقه واقترب منى متحدثا بصوت خافت "ايه اللى انت عملته ده؟!! انت عايز تودى نفسك فى داهية"، ثم دار حولى نصف دائرة حتى قابله كرسى مكتبه فجلس عليه واضعا يديه فوق سطح المكتب كالمتأهب لمفاجأة، رددت بنفس الاسلوب واضعا يدى على مكتبه "ماذا قلت؟! " مد يده فى عجالة وخلع نظارة الشمس التى لا يخلعها ليلا ولا نهارا ليرينى حمرة عينيه أو كما يقال فى المثل الشعبى "وريه العين الحمرة"،وبدأ يقص (الكدبة):
 "قلت فى فصل أولى سادس إن سيدنا عيسى بن مريم سوف يسجد لسيدنا محمد وأن دين الإسلام خير الأديان، وأنه الدين الحق وأن ما عداه باطل"، ثم وضع سيجارته فى طفاية السجائر الخشبية التى تفوح منها رائحة التبغ المحروق، وفتح درج مكتبه وأخرج ورقة لا يظهر لها بياض من كثرة ما هو مكتوب، وبدأ يقرأ ما فيها حتى وصل إلى "وقد قام المدرس المذكور بالاستهزاء بالدين المسيحى والسخرية منه واتهم المسيحيين بأنهم كفرة ومصيرهم النار وأن المسيح سوف ينزل فى أخر الزمان ويسجد لمحمد ....."، أشرت بيدى (كفا) وسألته فى استنكار "أهذا الكلام قلته فى الفصل؟! "فهز رأسه كالذى يطرب لحديث قائلا فى تعجب:"يقولون أنك قلته"، بدأ صوتى يعلو وسألته مندهشا "من الذى قال؟!".. "العيال المسيحيين فى فصل أولى سادس، "ومن الذى كتب هذه الورقة؟".. "أولياء الأمور ويريدون أن يرفعوا الأمر لـ(جهاز أمن الدولة)"..

البقية الأسبوع القادم.. إن شاء الله
      
نشر بجريدة الأهرام يوم الثلاثاء 29 أبريل 2013

http://www.ahram.org.eg/NewsQ/207240.aspx

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

قول وعبر .. ما تخافشى السكات هو اللى يخوف:

قائمة المدونات الإلكترونية