الجمعة، 12 يوليو 2013
الثلاثاء، 9 يوليو 2013
انقلاب عسكرى بغطاء مدني!
انقلاب عسكرى بغطاء مدني!
لمزيد من مقالات على جاد
انقلاب عسكرى بغطاء مدني!
أخطأ الرئيس المعزول الدكتور محمد مرسى وقيادات الإخوان المسلمون وذراعها السياسية حزب "الحرية والعدالة" فى كثير من القرارات والتصريحات الاستفزازية.. العالم كله فى أول حكمه قال (خليك) فى الأمن والاقتصاد والمصالحة الوطنية الأول ثم صفى حساباتك مع الفلول..قال لا التطهير أولا.. وللأسف لا عرف يطهر ولا سلم من التطهير، وضاعة الفرصة والبركة فى المستشارين.
لم تكن سيناريوهات التشويه والشائعات والحرب الإعلامية المنظمة لإيقاع الإخوان مع الشعب عشوائية أو عفوية، بل تم التخطيط لها منذ خرجوا للحياة السياسية، حتى الرئيس المعزول عاش تلك الحرب التى شحنت الشعب بالكره والغيظ والضغينة من التيار الإسلامى عموما، والإخوان المسلمون خصوصا، والفضل يرجع فى ذلك إلى أخطائهم السياسية، وإعلام رجال أعمال النظام السابق، الذين ما إن تم عزل الرئيس حتى صنعوا(تورتة) على شكل علم مصر وقاموا بتقطيعها على شاشات قنواتهم الفضائية احتفالا بانتصارهم، فكان دلالة تقطيع العلم المصرى فى (التورتة) أكبر إشارة إلى الجُرم الذى فعلوه بتمزيق مصر إلى فريقين ينظر كل منهما للآخر وكأنه شيطان، وهو ما حدث ونعانيه الآن.
لكن محاولة للفهم لا أكثر.. مَن شحذ الشعب المصري بهذه القوة الضاربة "غير المسبوقة" هذه المرة؟!.. ولماذا تمت الاستجابة للمطالب من قِبل الجيش بهذه السرعة قبل حتى أن نتخيل أنه سيحدث، كأنما كان ينتظر هذه الخطوة بفارغ الصبر؟!.. ولماذا بدأت حملة كاسحات الجليد لاعتقال كل رءوس الإخوان بهذه السرعة الملفتة، برغم أن رجال"الحزب الوطني" والفلول السابقين ممن تم إدراجهم في قوائم العار ينعمون بالحرية حتى الآن، ولم يتوقفوا عن الصراخ لحظة واحدة؟!
المتأمل فى تاريخ مصر، ومقارنة ما حدث سابقا بما يحدث الآن، وكأن التاريخ يعيد نفسه بشخوص مختلفة، فبرغم مرور أكثر من 50 عاما على ثورة 23 يوليو 1952 فإنه ما زال السياسيون حتى الآن يختلفون فى مصر والعالم حول ثورة 23 يوليو، هل كانت انقلابا عسكريا أم ثورة شعب.. ويسجل التاريخ بعد هذه السنوات الطوال انقلابا آخر تم التخطيط له شعبيا والتنفيذ عسكريا، لتصبح ثورة 30 يوليو 2013 انقلابا مدنيا بغطاء عسكرى أعطى شرعية لعزل الرئيس (المدنى) المنتخب، هذا ما يفهمه المؤيدون للثورة، لكن على الجانب الآخر لا يراها المؤيدون للرئيس المعزول إلا انقلابا عسكريا بغطاء مدنى، وهذه هى الأزمة التى نعانيها الآن، ويجب حلها بروية وهدوء حتى لا ندخل فى دوامة عنف وانقسام.
لحظة:
لن تنجح ثورة 30 يونيو إلا باحتواء الآخر ووجود حل مرض يرضى به ويعطيه أملا فى البقاء سياسيا.
Aligad2009@hotmail.comلمزيد من مقالات على جاد
الثلاثاء، 25 يونيو 2013
انتفاضة المنتفعين.. والدولة العميقة
انتفاضة المنتفعين.. والدولة العميقة
انتفاضة المنتفعين.. والدولة العميقة
فى مقال الأسبوع الماضى طالبت بإصدار بيان رئاسى قبل يوم 30 /6 يجمع كل الأطياف السياسية المختلفة والحركات الثورية والجلوس لمناقشة الأسباب التى جعلت الشارع المصرى يختلف وينقسم بين مؤيد ومعارض بشكل يدعو للقلق وينذر بكارثة، فاتهمنى البعض وأقرب الناس إلى بأننى (آكل على موائد المعارضة)؛ بمعنى أنى انحاز إلى القوى المعارضة على حساب القوى المؤيدة.
وبما أننى آكل على كل الموائد؛ فاليوم أنا ضيف على مائدة المؤيدين.. وأرجو ألا يُفهم من كلامى أن ذلك من قُبيل المداهنة لاسترضاء المؤيدين أو استعداء المعارضين، لكنها قراءة لمشهد سياسى نعرف بعض خفاياه كصحفيين، أولها أن خروج 30/ 6 سيكون حائرا بين شباب ثائر حقيقة من أجل مصر وبين انتفاضة المنتفعين الذين يريدون إشعال الموقف وتصعيده خوفا على مصالحهم والمليارات المنهوبة، وحرصا على أن تبقى مصر نهبا لهم، والوقوف أمام أى فصيل يحاول الاقتراب من مصالحهم الشخصية.
وأتذكر هنا مصطلح (الدولة العميقة)، وهو باختصار عبارة عن مجموعة من المتنفذين (المتغلغلين) في الجسم السياسي وبعض الجهات السيادية فى الدولة، وقد عُرف هذا المصطلح في تركيا فى عهد كمال أتاتورك، حيث باتت لهذه (الدولة العميقة)سطوة كبيرة ونفوذ يمكنانها من القضاء على مخالفيها حتى لو أدى ذلك إلى التصفية الجسدية.
هذا المصطلح ردده كثير من السياسيين فى مصر كأداة ليست مضادة لثورة 25 يناير فقط بل لكل ما يهدد مصالح هؤلاء المتنفذين، ويساندهم فى ذلك بعض المنتفعين من تدهور الأوضاع فى مصر، وكان من اكبر وأهم أدواته (الإعلام)، الذى له سلطة على الشعب أكبر بكثير من كل سلطات الدولة، وهى حقيقة نراها كعاملين فى مهنة الصحافة والإعلام..ونعرف الإعلام المحايد وهو قليل، كما نعرف الإعلام الفاسد وهو كثير.
وأستشهد فى طرحى هذا بمقال بعنوان (رسالة من الدولة العميقة) للكاتب السياسى الكبير الأستاذ فهمى هويدى تعليقا على عناوين بعض الصحف الكبيرة، وكان العنوان مشتركا بينها فى معناه وفحواه، يقول المقال: قرأت خبرا فى جريدة(الشروق) نُسب الكلام فيه إلى (مصدر مجهول)، وذكر الخبر أن ثمة خطة إخوانية بمباركة أمريكية للإطاحة بالسيسي، (الفريق أول عبدالفتاح السيسي وزير الدفاع)، وخبرا بجريدة (المصرى اليوم) نُسب الكلام نفسه إلى (مصدر مطلع).
ووضع الأستاذ فهمى هويدى كلمتى (مصدر مجهول، ومصدر مطلع) بين قوسين، وعادة فى الصحافة عندما يُذكر فى الخبر (مصدر مجهول أو مطلع) فافهم عزيزى المواطن أن ما ستقرأه شائعة لغرض ما أو توجيه معين لنشر البلبلة والتشكيك وإشاعة أكاذيب تغير رأى الشعب فى موضوع معين.
وعلق الأستاذ فهمى هويدى على هذه العناوين قائلا: "أخطر ما في هذا الكلام مصدره الذي ذكرت الصحيفتان أنه (مطلع)، وقد تحريت الأمر من جانبي، وفهمت أن المعلومات تم تسريبها من مصدر ينتسب إلى إحدى الجهات السيادية، وهذا المصدر يمكن التعرف عليه بجهد بسيط للغاية، خصوصا أنني فهمت أنه معروف لدى الأطراف الصحفية التي تلقت المعلومات وتولت نشرها وإبرازها، لأنها تعني شيئا واحدا هو أن ثمة أطرافا داخل الأجهزة السيادية لها ولاءات أخرى، وتقف وراء التسريبات التي تسمم الأجواء وتشيع البلبلة في البلاد، وتلك إحدى المهام التي تقوم بها (الدولة العميقة) لصالح الثورة المضادة.. ما قرأته في الصحيفتين لم يكن رسالة من الدولة العميقة فحسب، ولكنه بمثابة جرس إنذار أيضا.. ولا يتطلب الأمر (لبيبا) لكي يفهم الإشارة".
أعتقد بعد قراءة هذا المشهد المؤثر فى توجيه الرأى العام لا أحتاج إلى شرح أكثر من ذلك فى لفت انتباه الناس لما يشاهدونه ويسمعونه ويقرأونه، فليس كل ما يقال فى السياسة حقيقة، وليس كل متحدث صادقا.
هذا المقال لكاتب يأكل على موائد الحقيقة مهما كانت صادمة، فلست منتميا لحزب معين ولا لأى جهة سيادية أو سياسية ولا لأى طائفة دينية أو عرقية.. انتمائى أولا وأخرا لمصر وللحقيقة، وبـ(شجع اللعبة الحلوة) التى تسجل هدفا لمصلحة مصر.. إن لعبها الرئيس مرسى سأصفق له، وإن لعبتها المعارضة سأصفق لها.. المهم عندى هو من فيهما سيخدم مصر ويرفع رايتها.. حمى الله مصر.
لحظة:
من يكتب لإرضاء القارئ عليه أن يبحث لنفسه عن مهنة أخرى.
الثلاثاء، 18 يونيو 2013
بيان رئاسي..!
بيان رئاسي..!
برغم ما ينتابنا من خوف مما سيحدث يوم 30/6 فى ظل تصريحات نارية بين الطرفين المتصارعين، والتهديدات التي تجاوزسقفها العقل، فأعتقد أننا تعلمنا الدرس، وأصبحنا متمرسين بما فيه الكفاية على حماية المظاهرات من أى تدخل يحول سلميتهاإلى عنف وتخريب وحرق وبلطجة.
وكان من أكبر الأخطاء التى وقعنا فيها سياسيا إطلاق لفظ (إسلاميين) على قوى بعينها، حتى تصور البعض أن قضيتنا ليست مع فصيل سياسى معين أو حزب أو جماعة وإنما مع (الإسلاميين)، والإسلام ليس مقصورا على فئة بعينها وما عداهم غير مسلمين، وهذا خطأ بالغ الخطورة، أعطى ذريعة لبعضهم بأن يفتى بأن من يعارض الحاكم فهو يعارض الإسلام والشريعة.
أما من يريدوا نحرق البلد.. فذلك وهم يهيئ للبعض أن حدوثه وارد وسط أحداث لن تكون سلمية وإن حرص المتظاهرون على ذلك.. فالفشل واضح وتعرفه الحكومة ومؤسسة الرئاسة، ولو كان لديهم الخبرة وحسن الإدارة لما انتظروا قيام مظاهرات ولا ثورة وأصلحوا واعتدلوا في قراراتهم أو تركوا المسئولية لمن يستطيع تحملها، نعرف أنه يعز عليهم فشلهم ، لكن لمن الولاء.. للوطن أم لفصيل أو جماعة أو حزب؟!
والحل هو أن تجنب رئاسة الجمهورية وجبهة الإنقاذ والحركات الثورية الشعب ويلات هذا اليوم ووضع مصر فوق الرؤس أولا، واعتراف الرئاسة بخطأها فتبادر بتحقيق مطالب المتظاهرين والقوى السياسية، والإنصات للمطالب المشروعة وإعلاء القانون على الجميع دون تفرقة أو تمييز.. والإسراع بإعلان بيان رئاسى لمبادرة حقيقية للتوافق الوطني والاستماع لمطالب القوى السياسية.
فالكل يتأهب ويستعد لوقوع مصر، بدءا بأخوتنا فى الأرض والدين والجيرة، وانتهاء بدول معادية لمصر.. كلهم يخطط لمصر ويعدل فى خريطتها المصلوبة فى حجرات أعدائها، بينما نحن نخوض حربا مع أنفسنا كلما خمدت أشعلناها ونفخ فى نارها المتربصون.
لحظة:
إذا فشلت في تحقيق أحلامك فغير أساليبك لا مبادئك.. فالأشجار تغير أوراقها لا جذورها..!
برغم ما ينتابنا من خوف مما سيحدث يوم 30/6 فى ظل تصريحات نارية بين الطرفين المتصارعين، والتهديدات التي تجاوزسقفها العقل، فأعتقد أننا تعلمنا الدرس، وأصبحنا متمرسين بما فيه الكفاية على حماية المظاهرات من أى تدخل يحول سلميتهاإلى عنف وتخريب وحرق وبلطجة.
فالمظاهرات ليست اعتراضا على حكم رئيس مسلم متدين كما يحلو للبعض تصور ذلك، ولكنها اعتراض على سياسة إدارة البلاد، وسوء التصرف فى بعض أمور الدولة، خاصة فيما يتعلق بالقرارات والمواقف الخاطئة داخليا وخارجيا.. وكذلك ما يتعلق بقضايا الأمن القومى المصرى وصورة مصر كأكبر دولة فى الشرق الأوسط..ولن يستطيع أحد منع الشعب من الاعتراض والتظاهر حتى ولو (تمرد)، فهذا حقهم فى التجمع والتعبير عن آرائهم دون حجر من أحد أو ملاحقة من تيارات تعتقد أن هذا حق لها وحدها، خاصة إذا وضعنا في الاعتبار أن هناك فصيلا آخر يزعم (التجرد).
وكان من أكبر الأخطاء التى وقعنا فيها سياسيا إطلاق لفظ (إسلاميين) على قوى بعينها، حتى تصور البعض أن قضيتنا ليست مع فصيل سياسى معين أو حزب أو جماعة وإنما مع (الإسلاميين)، والإسلام ليس مقصورا على فئة بعينها وما عداهم غير مسلمين، وهذا خطأ بالغ الخطورة، أعطى ذريعة لبعضهم بأن يفتى بأن من يعارض الحاكم فهو يعارض الإسلام والشريعة.
أما من يريدوا نحرق البلد.. فذلك وهم يهيئ للبعض أن حدوثه وارد وسط أحداث لن تكون سلمية وإن حرص المتظاهرون على ذلك.. فالفشل واضح وتعرفه الحكومة ومؤسسة الرئاسة، ولو كان لديهم الخبرة وحسن الإدارة لما انتظروا قيام مظاهرات ولا ثورة وأصلحوا واعتدلوا في قراراتهم أو تركوا المسئولية لمن يستطيع تحملها، نعرف أنه يعز عليهم فشلهم ، لكن لمن الولاء.. للوطن أم لفصيل أو جماعة أو حزب؟!
والحل هو أن تجنب رئاسة الجمهورية وجبهة الإنقاذ والحركات الثورية الشعب ويلات هذا اليوم ووضع مصر فوق الرؤس أولا، واعتراف الرئاسة بخطأها فتبادر بتحقيق مطالب المتظاهرين والقوى السياسية، والإنصات للمطالب المشروعة وإعلاء القانون على الجميع دون تفرقة أو تمييز.. والإسراع بإعلان بيان رئاسى لمبادرة حقيقية للتوافق الوطني والاستماع لمطالب القوى السياسية.
فالكل يتأهب ويستعد لوقوع مصر، بدءا بأخوتنا فى الأرض والدين والجيرة، وانتهاء بدول معادية لمصر.. كلهم يخطط لمصر ويعدل فى خريطتها المصلوبة فى حجرات أعدائها، بينما نحن نخوض حربا مع أنفسنا كلما خمدت أشعلناها ونفخ فى نارها المتربصون.
لحظة:
إذا فشلت في تحقيق أحلامك فغير أساليبك لا مبادئك.. فالأشجار تغير أوراقها لا جذورها..!
الثلاثاء، 11 يونيو 2013
سد النهضة.. ومحطة المطار السرى
سد النهضة.. ومحطة المطار السرى
بقلم: على جاد
فى ساعة توافق مع النفس والآخرين دعت الرئاسة القوي المعارضة وغير المعارضة لاجتماع مهم يمس الأمن القومى المصرى، تناقش فيه القوى الوطنية أزمة "مشروع سد النهضة" الإثيوبى، وبحث التقارير التي انتهت إليها اللجنة الثلاثية المكونة من مصر والسودان وإثيوبيا، ودراسة مدى أضرار سد النهضة علي الحياة فى مصر.
وانتبه الشارع المصرى إلى أن هناك اجتماعا (سريا) سوف يذاع على الهواء مباشرة، وجلسنا أمام شاشات التلفاز فى انتظار حدث يعد الفريد من نوعه، وعلى طريقة المسلسلات المخابرتية دار الاجتماع وكأنه مجلس حرب شكلا وهيئة لكن المضمون خاوى، وللأسف غاب عن الاجتماع لظروف قهرية ضابط المخابرات العبقرى (الريس زكريا)، ورجل المخابرات الداهية (جمعة الشوان) بطلا مسلسل (دموع فى عيون وقحة)، كان أول سؤال سيوجهه (جمعة) فى هذا الاجتماع لـ(الريس زكريا) :"هو الاجتماع ده كان المفروض يكون سريا يا ريس"، يلتفت (الريس زكريا) مبتسما ابتسامته العريضة "عندك حق يا جمعة.. وأى مواطن هيفكر زيك"، ثم يقف (الريس زكريا) واضعا يده فى جيبه والأخرى فوق كتف (جمعة) قائلا:"دى حاجة جديدة اسمها الشفافية يا جمعة، والناس اللى فى الاجتماع ما يعرفوش إنه سيذاع على الهوا.. وقبل ما تسأل ليه.. أقول لك إن دى أكبر خدعة مخابراتية للشعب الإثيوبى".
تنفتح عينا (جمعة) عن أخرهما ذهولا وتعجبا ثم يبتسم وهو (يهرش) فى قفاه "يعنى يا ريس زكريا هنقدر نخدعهم ونفهمهم إننا ما عندناش قضية من أصله تستدعى قيامنا باجتماع سرى"، فى خطوات واثقة يتجه (الريس زكريا) لمكتبه ممسكا نظارته السوداء ثم يشير بها إلى (جمعة) قائلا بحزم "وهو ده اللى حصل يا جمعة.. إثيوبيا فكرتنا بنهرج.. وده اللى احنا عايزينه يوصل لهم"، ثم يعطى ظهره لـ(جمعة).. بينما(جمعة) يقترب من (الريس زكريا) هامسا فى إذنه "تقصد إن فيه اجتماع سرى فى مكان تانى وغير معلن"، يبتسم (الريس زكريا) ابتسامته الجميلة قائلا:" فعلا يا جمعة وكمان يومين هتسمع خبر يفرّحك".
آسف لطريقة الكتابة الساخرة فالموقف لا يستدعى ذلك، لكن كما يقول المثل "شر البلية ما يضحك"، فأثناء متابعتى للاجتماع تذكرت هذه المشاهد، وقفز إلى ذهنى فجأة (كما يتفاجأ وزير الرى بكل ما يحدث لمياه النيل) مشهد (جمعة الشوان) وهو يقول لـ(الريس زكريا) "هى إيه حكاية محطة المطار السرى اللى على طريق السويس يا ريس؟! ومنين سرى والناس عارفاه وعملته محطة أتوبيس؟!"، وبنفس سؤال (جمعة) من حقك كمواطن أن تسأل: كيف يتم مناقشة مشكلة أمن قومى بهذه الأطروحات الباردة، وكيف يكون الاجتماع سريا ويراه ويسمعه العالم كله؟! كان ينقص الاجتماع أن تعلن السيدة العبقرية مديرة الحوار أنه لا يوجد سد، ولا مشكلة من أصله، وأنها خدعة للشعب المصرى حتى "يتلهى" على عينه ويبطل مظاهرات ووقفات احتجاجية.
شىء من هذا حدث فى اجتماع الرئاسة لمناقشة أزمة سد النهضة وحكاية مياه النيل.. فقد كان المسئولون يتصرفون على أن الموضوع ليس سرا خطيرا، فى حين كان الناس فى اللحظة ذاتها، يرون المشهد كاملاً، ويرصدون خطوات إثيوبيا نحو مشروع السد، خطوة خطوة.. بينما الوزراء والمسئولون يتعاملون مع الأزمة على أن كل شىء تحت السيطرة حتى فلت الزمام وانكشف المستور، ليجدوا الملايين يتابعون ويتطلعون إلى المشهد عارياً من كل جوانبه.
التعامل مع أزمة السد كله طرائف ومواقف عجيبة تدل على عشوائية القرار السياسى، وكأننا نتعمد السخرية من أنفسنا بأفعالنا ومواقفنا المخزية اتجاه الأزمات، ففى صدر الصفحة الأولى لإحدى الصحف المشهورة يوم الخميس الماضى 6 يونيو كتبت الصحيفة "مانشيت" بالبنط العريض واللون الأحمر الملفت يقول "وفد مخابراتى يزور إثيوبيا لبحث مشكلة السد" ادينى عقلك!!.. تحركات المخابرات العامة أصبحت تنشر على صفحات الجرائد.. لا وإيه (مانشيتااات)..!! زمان كنا لا نسمع عن جهاز المخابرات العامة إلا فى المسلسلات، حتى إن كثيرا من الناس كانوا لا يعرفون اسم مدير المخابرات، أما الآن فعملا بالشفافية سوف ننشر تحركات رجال المخابرات خطوة بخطوة.
الثلاثاء، 21 مايو 2013
تمرد صديقى الإيرانى
تمرد صديقى الإيرانى
تمرد صديقى الإيرانى
بعيدا عن حملات "تمرد" و"تجرد" و"مؤيد" التى يجرى الترتيب لها الآن فى كل شوارع مصر وحواريها.. وبمناسبة الأحداث القادمة سأتحدث عن تمرد آخر ليس مصريا ولا عربيا.
فمنذ عام تقريبا قبل زيارة مصر التاريخية لإيران، تعرفت على ناشط حقوقى إيرانى، كان يرسل لى بصفة دائمة أخبارا عن مخيمات (أشرف) على الحدود العراقية وعن الانتفاضة الإيرانية والمظاهرات التى تجوب شوارع طهران والاشتباكات التى تحدث بين الشباب المتمرد وقوى الأمن الملالي.
كنت أقرأ رسائله التى يرسلها لى عبر الإميل الخاص أو من خلال (الشات) عبر موقع التواصل الاجتماعى فيس بوك، وأتعجب من إصراره على مراسلتى، وسألته يوما عن ذلك فكان رده دبلوماسيا مؤكدا أن ما يفعله هو نوع من اطلاع أكبر عدد ممكن عما يجرى هناك فى بلاده، لكن ما زال فى يقينى أن الهدف من ذلك شىء آخر ربما سيتضح فى الأيام المقبلة.
وتبادل معى بعض النقاشات المبتورة حول الحكم فى إيران والاضطهاد الطائفى والسياسى الذى تعانى منه المعارضة الإيرانية، وفى كل رسائله كان يحذر من خطورة عودة العلاقات بين مصر وإيران، ملخصا خوفه فى أن الهدف من ذلك التقارب هو سيطرة حكام إيران على شعوب المنطقة و(الحلم الفارسى)، وقد لفت انتباهى لفظ (حكام إيران)، وكأن الدولة يحكمها أكثر من حاكم، حاولت أن أفهم ماذا يقصد لكن ما قاله لا يصلح للنشر.. وهذا نص إحدى رسائله وسأترك لكم التعليق:
"من دواعي فخري تشرفت بلقائك عبر الانترنت، بودي أن أشرح لكم موجزا عن سيرتي الشخصية إنني أحد المعارضين الإيرانيين، وقد خرجت من بلدي قبل سنوات متمردا على الحاكم ورافضا سياسة الحكم؛ لأن الظلم في إيران والنظام الحاكم لم يسمح لي باستمرار الحياة، وبهذا اخترت الخروج من بلدي والنضال ضد الدكتاتوري.. ولهذا (أناشط) لتحقيق الحرية والديمقراطية في بلدي الحبيب، وقد سمعت وشاهدت في هذه الأيام كثيرا عن ثورتكم وعن نضالكم وعن نجاحكم في درب الحرية، وبودي أن أستفيد من تجاربكم في هذا الدرب أولا، وأيضا أخذ مساعدات معنوية في عملي كناشط فى حقوق الإنسان.
فالوقوف بوجه الحكام المتطرفين والظالمين في إيران وفي هذا الدرب واجب وطني وديني وإنساني لكل إنسان شريف.. ليس حافزي لتقديم هذا الكلام كوني إيرانيا فحسب، بل أرى بأم عينيي أن خطر حكام إيران على شعوب المنطقة أكثر من أي وقت مضى، وحكام الظلام متربصون بكل فرصة لاستغلالها لأجل انقياد الشعوب تحت غطاء وذريعة الدين، ولكن الدين الحنيف بريء منهم، وهذا النظام لا يمت بأي صلة للإسلام نهائيا والرسول بريء منهم، لأن تعاليم الدين الإسلامي هي السماحة والعدل.
أخي الكريم، أولا أشكرك على انتباهك، وثانيا برغم عجزي في الكلام بما أنني إيراني أحاول التحدث بلغتكم، لكن يشرفني بمعرفة قراءتك وانطباعك على فحوى كلامي.. استودعكم الله على أمل أن التقي بردكم عن قريب.. أتمنى لك كل النجاح والموفقية.. مع الود أخوكم المخلص مجد أميري".. انتهى نص الرسالة.
لحظة:
يبدو أن الرياح ستأتى بما لا تشتهى مصر..!
فمنذ عام تقريبا قبل زيارة مصر التاريخية لإيران، تعرفت على ناشط حقوقى إيرانى، كان يرسل لى بصفة دائمة أخبارا عن مخيمات (أشرف) على الحدود العراقية وعن الانتفاضة الإيرانية والمظاهرات التى تجوب شوارع طهران والاشتباكات التى تحدث بين الشباب المتمرد وقوى الأمن الملالي.
كنت أقرأ رسائله التى يرسلها لى عبر الإميل الخاص أو من خلال (الشات) عبر موقع التواصل الاجتماعى فيس بوك، وأتعجب من إصراره على مراسلتى، وسألته يوما عن ذلك فكان رده دبلوماسيا مؤكدا أن ما يفعله هو نوع من اطلاع أكبر عدد ممكن عما يجرى هناك فى بلاده، لكن ما زال فى يقينى أن الهدف من ذلك شىء آخر ربما سيتضح فى الأيام المقبلة.
وتبادل معى بعض النقاشات المبتورة حول الحكم فى إيران والاضطهاد الطائفى والسياسى الذى تعانى منه المعارضة الإيرانية، وفى كل رسائله كان يحذر من خطورة عودة العلاقات بين مصر وإيران، ملخصا خوفه فى أن الهدف من ذلك التقارب هو سيطرة حكام إيران على شعوب المنطقة و(الحلم الفارسى)، وقد لفت انتباهى لفظ (حكام إيران)، وكأن الدولة يحكمها أكثر من حاكم، حاولت أن أفهم ماذا يقصد لكن ما قاله لا يصلح للنشر.. وهذا نص إحدى رسائله وسأترك لكم التعليق:
"من دواعي فخري تشرفت بلقائك عبر الانترنت، بودي أن أشرح لكم موجزا عن سيرتي الشخصية إنني أحد المعارضين الإيرانيين، وقد خرجت من بلدي قبل سنوات متمردا على الحاكم ورافضا سياسة الحكم؛ لأن الظلم في إيران والنظام الحاكم لم يسمح لي باستمرار الحياة، وبهذا اخترت الخروج من بلدي والنضال ضد الدكتاتوري.. ولهذا (أناشط) لتحقيق الحرية والديمقراطية في بلدي الحبيب، وقد سمعت وشاهدت في هذه الأيام كثيرا عن ثورتكم وعن نضالكم وعن نجاحكم في درب الحرية، وبودي أن أستفيد من تجاربكم في هذا الدرب أولا، وأيضا أخذ مساعدات معنوية في عملي كناشط فى حقوق الإنسان.
فالوقوف بوجه الحكام المتطرفين والظالمين في إيران وفي هذا الدرب واجب وطني وديني وإنساني لكل إنسان شريف.. ليس حافزي لتقديم هذا الكلام كوني إيرانيا فحسب، بل أرى بأم عينيي أن خطر حكام إيران على شعوب المنطقة أكثر من أي وقت مضى، وحكام الظلام متربصون بكل فرصة لاستغلالها لأجل انقياد الشعوب تحت غطاء وذريعة الدين، ولكن الدين الحنيف بريء منهم، وهذا النظام لا يمت بأي صلة للإسلام نهائيا والرسول بريء منهم، لأن تعاليم الدين الإسلامي هي السماحة والعدل.
أخي الكريم، أولا أشكرك على انتباهك، وثانيا برغم عجزي في الكلام بما أنني إيراني أحاول التحدث بلغتكم، لكن يشرفني بمعرفة قراءتك وانطباعك على فحوى كلامي.. استودعكم الله على أمل أن التقي بردكم عن قريب.. أتمنى لك كل النجاح والموفقية.. مع الود أخوكم المخلص مجد أميري".. انتهى نص الرسالة.
لحظة:
يبدو أن الرياح ستأتى بما لا تشتهى مصر..!
الثلاثاء، 14 مايو 2013
مدرس الخصوص.. والفتنة النائمة (5)
مدرس الخصوص.. والفتنة النائمة (5)
بقلم: على جاد
كان من الممكن أن أختصر أربعة مقالات مضت فى مقال واحد، لكن هل ستتم الفائدة من رصد لواقع عشناه ونعيشه وسوف يتكرر كثيرا فى حياتنا.. أظن أن الفتنة النائمة التى يتم إيقاظها كلما تطلب الأمر ستظل كما هى؛ حتى يرجع الشعب المصرى كما كان.. أخلاقا وسلوكا وحبا ودفئا ووطنية وسلمية مع نفسه والآخرين.. ويرفع من جديد الهلال مع الصليب لبناء مصر.
وسأحاول اختصار عدة مقالات كان من المفروض أن أكتبها لتكتمل الصورة، وسأكتفى بنشر ملخص لما جرى فى مقال اليوم والأخير، فبعض التعليقات على المقالات السابقة جعلتنى أعدل عن نشر ما حدث تفصيليا..
وقفنا الأسبوع الماضى عند شرح الآية لتلاميذ الفصل فى حضور التلاميذ المسيحيين.. لم يكن تعليقى على ظاهرة النور الخارج من الكعبة وقبر النبى صلى الله عليه وسلم من باب (الدروشة) والخرافات وادعاء الكرامات بل شرح وتفسير لمعنى بلاغي تضمنته الآية ارتبط بظاهرة اكتشفتها وكالة (ناسا) الأمريكية متعلقة بالآية.. وبعد أن عرفت المدرسة كلها ما حدث وبينما أعيش الحيرة شارد الفكر فإذ بناظرة المدرسة تستوقفنى فى إحدى طرقات المدرسة، وأخذت تشرح لى خطورة الموقف وأنها لا تستبعد أن يقوم أولياء الأمور بفعل شيء يضرنى عند خروجى من المدرسة، وأثناء حديثى معها ضرب جرس انتهاء (الفسحة).
كان من المقرر أن أدخل فصل أولى سادس فنصحنى المدرسون بأن أترك هذه الحصة لحين تجهيز مدرس لغة عربية غيرى لهذا الفصل فرفضت، ودخلت الفصل وفى وجهى ألوان من الغضب، وبدا الفصل على غير عادته فى هدوء تام وكأن ليس به أحياء.. وبدأت فى كتابة الدرس على السبورة وكأن شيئا لم يكن، وبينما أكتب سمعت تلميذا ينادينى بصوت متهدج، فقلت "لحظة يا بنى" ولم ألتفت إليه، وقد أرجأت الرد عليه لحين انتهائى من الكتابة على السبورة، وإذ بناظرة المدرسة تدخل الفصل وكان باب الفصل مفتوحا.. فتوقفت عن الكتابة على صوت الناظرة تحدث من يقف خلفى.. نظرت فوجدت ثلاثة تلاميذ مسيحيين.. تسألهم الناظرة ماذا تريدون ولماذا تقفون هكذا؟! فأجابوا قائلين: "نريد الاعتذار للأستاذ على.. ونقول له احنا غلطانين.."، لم تمهلهم الناظرة يكملون كلامهم وأطلقت سيلا من التوبيخ والتحذير والوعيد لكل من يحاول أن يكذب أو يفتن أو يثير أى مشكلة داخل المدرسة أو حتى خارجها، ثم وجهت لى الحديث قائلة: "أستاذ على.. أى عيل يحاول إثارة أى شغب أو أية مشاكل فى هذا الفصل أشبعه ضربا وأنا المسئولة".
انتهت الحصة وجلست فى فناء المدرسة مع زملائى المدرسين لأستمع إلى مكلمة وشد وجذب حول المشكلة وعواقبها، فوجدت ضعفا وخوفا وتخاذلا فى حديثهم، وأقل جملة قيلت "انت مش كد الناس دى"، كان يعتصرنى الألم لما أره وما وصلنا له.. أصبحت (قِصفة) من الورق يكتبها مسيحى فى مسلم أو مسلم فى مسيحى ويتجه بها إلى أمن الدولة يحبس فيها أى الطرفين أو الاثنان معا ولو كان أحدهما على حق.
وفى يوم السبت 20مارس 2004 دخلت فصل أولى سادس فوجدت الناظرة ووكيل المدرسة وأربعة مدرسين يستجوبون التلاميذ، وكانت المفاجأة أن كل ما كتب فى مذكرة الآباء لم أقله ولم يذكره العيال لآبائهم، وأنه مجرد تهديد وتخويف حتى لا أترك التلاميذ المسيحيين مرة أخرى يحضرون حصة التربية الدينية، هذا ما همست به الناظرة فى أذنى وقالت "فهمت.. فافعل"، وظننت الأمر انتهى عند ذلك، لأجد أحد زملائى المدرسين يزورنى فى سكنى ليلا ويخبرنى بأن الأمر لم ينته عند ذلك، فهو انتهى بالنسبة لإدارة المدرسة، وهذا ما كانت تسعى إليه الناظرة خوفا من وصول الأمر لمسئولى التعليم بالمديرية، أما بالنسبة لك فالمشكلة مازالت قائمة وأمن الدولة وصلته المذكرة لكن بشكل آخر مختلف تماما وبعيدا عن حوارات المدرسة، وقد وصل زميلى لهذه المعلومة من قريب له يعمل فى مكتب أمن الدولة بمنطقة الخصوص.. بعدها استغنت وزارة التربية والتعليم عن خدماتى وأبلغتنى إدارة المدرسة بأن مع نهاية العام الدراسى ستنتهى فترة تدريسى بالمدرسة.
الأربعاء، 8 مايو 2013
الأقمار الصناعية تكشف عن مجمع البحرين المذكور بالقرآن
أكد الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بسيناء ووجه بحرى أن مجمع البحرين المذكور بسورة الكهف من الآية 60 إلى 82 يقع بمنطقة رأس محمد بشرم الشيخ عند نقطة التقاء خليج العقبة وخليج السويس بجنوب سيناء مستنداً للدراسة العلمية للأثرى عماد مهدى عضو جمعية الأثريين المصريين والمسح التصويرى الفضائى باستخدام تقنية تصوير الأقمار الصناعية التى حددت موقع لقاء نبى الله موسى والخضر عليهما السلام على أرض سيناء منذ حوالى 3200 سنة تقريبا وأن التوصيف اللغوى لكلمة مجمع البحرين لا ينطبق جغرافياً على أى مكان فى العالم إلا فى رأس محمد وهى مجمع خليجى العقبة والسويس فى بحر واحد هو البحر الأحمر.
ولفظ مجمع يختلف عن لفظ التقاء ويضيف الدكتور ريحان بأن الأقمار الصناعية كشفت عن موقع صخرة الحوت نقطة اللقاء بين نبى الله موسى والرجل الصالح الخضر وهى الصخرة الوحيدة التى تتوسط طريق الدخول لرأس محمد وتقع فى خط مستقيم فى طريق الوصول لأخر نقطة فى اليابسة فى موقع مجمع البحرين.
وكما هو موضح بالخريطة فإن المسافة المرجحة التى قطعها الحوت من الصخرة حتى المياه العميقة تبلغ حوالى 2كم والمسافة التى قطعها نبى الله موسى من نفس الصخرة حتى نقطة الارتداد واكتشاف فقدان الحوت توازى نفس المسافة 2كم.
ويشير الدكتور ريحان لكشف الممر المائى للحوت الذى حدد القرآن الكريم الطريق والطريقة التى أتخذها الحوت مرتين مرة فى قوله تعالى (فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَبا) ومرة (وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَباً) وفى الآيتين جاء الذكر والتأكيد على اتخاذ الحوت سبيلا للخروج من المياه الضحلة إلى المياه العميقة باتخاذ السبيل وتعنى الطريق.
وقد وصف القرآن معجزة شق الطريق إلى البحر وعودة الحياة للحوت والمعروف بمنطقة الخليج الخفى بجنوب رأس محمد وهذا يفسّر وجود مجرى مائى دائم فى منطقة الخليج الخفى برأس محمد ويضيف الدكتور ريحان أن الأقمار الصناعية كشفت عن الرصيف البحرى التى رست عليه سفينة العبد الصالح الخضر وهو الشاهد الأثرى على تأكيد موقع مجمع البحرين برأس محمد ومنه تم تحديد خط سير السفينة إلى رأس محمد وتحديد وجهتها ويقع هذا الرصيف على بعد 300م من صخرة اللقاء ويجتاز هذا الرصيف الجدار المرجانى على الشاطئ لمسافة 50م حتى الغاطس وعرضه من 6 إلى 8م ويتكون من صخور جرانيت وحجر رملى منقول ويتوسط الرصيف البحرى القديم شاطئ الميناء على الساحل الغربى لرأس محمد والمطل على خليج السويس على شكل نصف دائرة مساحتها حوالى كيلو متر واحد.
وعن خط سير سفينة الخضر يوضح الدكتور عبد الرحيم ريحان أن أحداث التاريخ تؤكد أن السفينة كانت قادمة من خليج السويس وفى طريقها لخليج العقبة وذلك لوقوع خليج السويس تحت سيادة مصر القديمة الدولة ذات النفوذ الكبير بالمنطقة والتاريخ المصرى لم يسجل أى أعمال قرصنة فى البحار بينما يختلف الوضع فى خليج العقبة والبحر الأحمر وقد كانت منطقة مهددة بأعمال القرصنة البحرية لوجود دويلات صغيرة على جانبيها مثل حضارات سبأ وحمير فى اليمن والثموديين واللحيانيين فى شمال الجزيرة وقد سجل التاريخ فى غضون العام 1200 قبل الميلاد حدوث إضرابات فى منطقة الشرق الأدنى القديم بسبب هجرات الشعوب الهندو أوربية.
كما أن البحر الأحمر عرف منذ أقدم العصور كأحد طرق التجارة القديمة وقد سجلت الآثار المصرية سفن لم تكن معروفة فى وادى النيل وقد وفدت إلى مصر شعوب فى هذه السفن ووصلوا من الجنوب ومن الشرق واتخذوا طريق ( القصير- قفط ) فى رحلاتهم وقد سجلوا رسوما لسفنهم على صخور بعض دروب الصحراء الشرقية.
الثلاثاء، 7 مايو 2013
مدرس الخصوص..
والفتنة النائمة (4)
بقلم: على جاد
مازلت فى مكتب وكيل المدرسة أنظر إليه وهو يعض بالنواجز على حروف كلمة (أمن الدولة).. كان ذكر اسم هذا الجهاز كفيلا بأن يجعل الثلج نارا والقط فأرا والعمار خرابا، وتهديدا بالضياع والعدم وشطب أسماء الناس من كشف الأحياء..
قلت للوكيل: فى
الفصل 40 تلميذا لن يقولوا إلا الصدق.. أريد أن تصعد لهم وتسألهم إن كنت قلت هذا
الكلام أم لا، وتركته ومضيت وفى قلبى حزن شديد لما يحدث، فلم تصدر منى أى إساءة
للدين المسيحى، ولم أتلفظ بهذه الكلمات التى لا تصح أن تخرج من مدرس لغة عربية
وتربية دينية، ولا يقوله حتى الجاهل.
وقضيت طوال اليوم فى وقفات جانبية مع كل زملائى المدرسين
الذين يزيد عددهم على العشرين مدرسا.. كل واحد فيهم كان يحدثنى حديثا خاصا ومختلفا
عن الآخر ما بين نصيحة بترك المدرسة ومدينة الخصوص، وبين تهديد وخوف ورعب ووعيد..
أشياء محبطة، فالكل كان حريصا على ألا يخطئ أو يعيب هذا الفعل بالرأى الذى قد يؤدى
به إلى المساءلة، وما أدهشنى وأكد الضعف والخوف الذى نعيشه وقتها إشاعة اليد
الخفية التى تتحكم فى اقتصاد ومصائر الخلق ومعيشتهم فى مصر عندما قال لى أحد
الزملاء "الناس دى مسنودة..".
وأخذ يذكرنى بأمريكا ويدها الطولى التى تمتد معنا فى كل
شىء بطريق مباشر وغير مباشر، وشعرت وكأننى لو تمسكت برأيى فقد تغضب صاحبة المعونة،
ووقتها قد تمنعها وأكون سببا فى حرمان الكثير من الفقراء من رغيف الخبز الذى
نستورد قمحه من أمريكا، وهو أقل ما يأكله الفقراء ليردوا جوعهم الدائم، خاصة فى
تلك الأيام التى أعقبت دخول أمريكا العراق وتشتيت شعبها.
توسعت الأفكار والهواجس بعقلى وتضارب الآراء.. يأخذنى
التفكير لأشياء غريبة وإذ بى أئد كل ما يشغل رأسى وأسير بين فصول المدرسة وطرقاتها
مرفوع الرأس.. سمعت تلميذا يقول لزميله: "الأستاذ على هيودوه ورا الشمس"..
فشعرت بسكين يغرس فى قلبى، حتى الخوف ولد مع الصغار! وأخذت أصد كل من يقابلنى
بردود قاطعة، ولم أتقوقع على نفسى وأدفن رأسى فى التراب، وطلبت منهم إيصال الموضوع
إلى أخر الدنيا فلن أخشى شيئا.
وإذ بناظرة المدرسة تطلب منى أن أهدأ، فهى لا تريد أن
يصل الأمر لأمن الدولة والكنيسة، وطلبت دون علمى بتجهيز لجنة من مجلس إدارة
المدرسة يكون فيها الأساتذة هانى قدوس وعيد نسيم وعز ميخائيل.. الثلاثة المتمسكون
بإحالة الأمر لـ(جهاز أمن الدولة)، ودخلوا فصل أولى سادس وبدأوا فى استجواب
التلاميذ، وكان على رأس اللجنة ناظرة المدرسة.. بعد ذلك علمت بما دار داخل الفصل،
حيث شهد التلاميذ من الطرفين بأننى لم أقل ما قرأته الناظرة عليهم، وهو ما كتبه
أولياء الأمور فى المذكرة، وقالوا إنه كذب ولم أتكلم إلا عن المعجزة التى ظهرت فى
وسائل الإعلام العالمية، والتى أذهلت العالم وهى مشاهدة رواد الفضاء الأمريكية
لوكالة (ناسا) أثناء دورانهم حول الأرض والتقاط صور للكرة الأرضية من فوق سطح
القمر، فوجدوا أن الكرة الأرضية كلها مظلمة تماما، ولم يجدوا فيها شيئا مضيئا إلا
مكانين فقط، وهما الكعبة المشرفة بمكة وقبر الرسول (صلى) بالمدينة، وأزاعوا الخبر
مضطرين عندما صرح به أحد علماء الفضاء الموجودين بالرحلة، وكان هذا الحدث مرتبطا
بآية فى المنهج الدراسى فى قوله تعالى:" يا أَيُّهَا النَّبِيُّ
إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا * وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ
بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا....".
البقية الأسبوع القادم إن شاء الله
نشر بجريدة الأهرام يوم الثلاثاء 12 مايو 2013
http://www.ahram.org.eg/NewsQ/208536.aspx
نشر بجريدة الأهرام يوم الثلاثاء 12 مايو 2013
http://www.ahram.org.eg/NewsQ/208536.aspx
مدرس الخصوص.. والفتنة النائمة (3)
بقلم: على جاد
بسبب خطأ فنى فى طريقة النشر الالكترونى تأخر مقال الأسبوع الماضى 15 ساعة عن توقيت نشره، واقترح مدير تحرير الموقع علىّ أن ينشر فى اليوم التالى حتى يظل 24 ساعة كاملة منشورا، لكنى فضلت نشره الـ 9 ساعات الباقية من اليوم لأظل عند الوعد بإكمال ما بدأته..
اللقاء الفاتر غير المعتاد من زملائى بالمدرسة خاصة
الأستاذين عيد نسيم وهانى قدوس اللذين كنت أحبهما واحترمهما وأتبادل معهما الحديث
فى كل شىء زادنى توترا، حيث كانا يقابلانى دائما بابتسامة عريضة كنت أظنها ابتسامة
صافية نابعة من القلب، ولم أفكر ولو للحظة أن أفسرها غير ذلك.. ابتسامة الأخوة فى
بنى الإنسانية وأولاد آدم، حتى ولو كانت الديانة تختلف.
كان الأستاذ هانى قدوس يتمنى ألا يمد يده لولا أن دفعته
ليضعها فى يدى وهو يمقتنى ويمقتها، أما الأستاذ عيد نسيم فكست وجهه نفس الابتسامة
وكأن شيئا لم يكن، صعدت الى الدور الثالث حيث ميعاد الحصة الأولى فى فصل (أولى
أول)، وفى أثناء شرح الحصة فاجأنى الأستاذ عز ميخائيل واقفا على باب الفصل، وبلهجة
غاضبة ودون أن يسلم علىّ قال: "وكيل المدرسة عايزك فى مكتبه"، أيقنت على
الفور أن هذا الاستدعاء بخصوص ما قيل.
وما أن وقفت أمام الأستاذ (أحمد عرفة) وكيل المدرسة حتى
وجدته يلتفت يمينا ويسارا ثم قام من مكتبه متجها إلى باب الحجرة أغلقه واقترب منى
متحدثا بصوت خافت "ايه اللى انت عملته ده؟!! انت عايز تودى نفسك فى
داهية"، ثم دار حولى نصف دائرة حتى قابله كرسى مكتبه فجلس عليه واضعا يديه
فوق سطح المكتب كالمتأهب لمفاجأة، رددت بنفس الاسلوب واضعا يدى على مكتبه "ماذا
قلت؟! " مد يده فى عجالة وخلع نظارة الشمس التى لا يخلعها ليلا ولا نهارا
ليرينى حمرة عينيه أو كما يقال فى المثل الشعبى "وريه العين
الحمرة"،وبدأ يقص (الكدبة):
"قلت فى
فصل أولى سادس إن سيدنا عيسى بن مريم سوف يسجد لسيدنا محمد وأن دين الإسلام خير
الأديان، وأنه الدين الحق وأن ما عداه باطل"، ثم وضع سيجارته فى طفاية
السجائر الخشبية التى تفوح منها رائحة التبغ المحروق، وفتح درج مكتبه وأخرج ورقة
لا يظهر لها بياض من كثرة ما هو مكتوب، وبدأ يقرأ ما فيها حتى وصل إلى "وقد
قام المدرس المذكور بالاستهزاء بالدين المسيحى والسخرية منه واتهم المسيحيين بأنهم
كفرة ومصيرهم النار وأن المسيح سوف ينزل فى أخر الزمان ويسجد لمحمد ....."، أشرت
بيدى (كفا) وسألته فى استنكار "أهذا الكلام قلته فى الفصل؟! "فهز رأسه
كالذى يطرب لحديث قائلا فى تعجب:"يقولون أنك قلته"، بدأ صوتى يعلو
وسألته مندهشا "من الذى قال؟!".. "العيال المسيحيين فى فصل أولى
سادس، "ومن الذى كتب هذه الورقة؟".. "أولياء الأمور ويريدون أن
يرفعوا الأمر لـ(جهاز أمن الدولة)"..
البقية الأسبوع القادم.. إن شاء الله
مدرس الخصوص.. والفتنة النائمة (2)
بقلم: على جاد
فى مقال الاسبوع الماضى حاولت أن أضع مقدمة منطقية لما سأتحدث فيه بعد ذلك، وكان لابد من شرح الظروف التى جعلتنى أعمل فى مدرسة الخصوص وأسكن فى (حارة المسجد الكبير، عطفة المشد) وسط منطقة الخصوص، وما كتبته حقيقة أنقلها بأمانة للقارئ، حتى وإن كانت هذه الحقيقة صادمة أو مزعجة، فالمشكلات لا تحل إلا بالمواجهة وحيادية النقل والتناول الصحيح للحلول المطروحة.
فقد صدمنى تعليق الدكتور (بطرس الجاولى) على المقال السابق، ولفت انتباهى
إلى مشكلة نظنها هينة، وهى التفرقة بين تلاميذ المدارس أثناء حصة التربية الدينية،
وما لهذه التفرقة من أثر نفسى سيئ يلازم الإنسان طوال حياته، اقرأوا التعليق رقم
(1) فى المقال السابق، ولو أننى كنت أتمنى نشره اليوم، لكن التزما بإكمال ما بدأته
سأتحدث عن باقى الحكاية أولا.
كانت الحصة التى اجتمع فيها التلاميذ العشرة يوم الأربعاء الموافق 17 مارس
2004 هى بداية الفتنة، ولم أعرف ذلك إلا فى اليوم التالى عندما دخلت المدرسة
باكرا، وكنت حريصا على حضور طابور الصباح لأقف خلف الطالب الذى يقرأ القرآن الكريم
فى الإذاعة المدرسية لرده حينما يخطئ، بعدها أسير بين التلاميذ الذين أصبح بينى وبينهم
ألفة ومحبة واحترام، ليس لتلك العصا التى فى يدى بل لشخصى الذى نال احترامهم.
بعد انتهاء الطابور قابلنى الأستاذ أحمد محمد (مدرس مادة الانجليزى)، كانت
ملامح وجهه تحمل غضبا لم أعتده منه ولم أره من قبل، سألته عن السبب فقال (إيه اللى
قلته فى فصل أولى سادس امبارح فى حصة الدين؟!)، تعجبت من غضبه (ما الذى قلته؟!)،
اقترب منى أكثر وهمس فى أذنى (العيال المسيحيين بيقولوا إنك تعيب فى دينهم، وتقول
إن سيدنا عيسى سوف يسجد لسيدنا محمد، وإن باقى الفصل من العيال المسلمين ضحكوا
عليهم).
ابتعد خطوة للوراء وزادت نبرة صوته حدة (انت كده يا أستاذ على سوف تلقى
بنفسك فى الهلاك وتسير فى طريق لن تستطيع تحمل عواقبه)، ثم اقترب منى ثانية هامسا
(العيال أكدوا لى أن أولياء أمورهم سيرفعون الأمر للكنيسة وأنهم سيبلغون عنك أمن
الدولة، وكتبوا مذكرة يتهمونك فيها بأنك تزدرى الأديان وتحرض على فتنة طائفية بين
المسلمين والمسيحيين).
تمركزت عيناى فى رأسى دهشة وذهولا مما سمعته، للوهلة الأولى شعرت بالخوف من
هذا الحديث؛ لأنى وحيدا فى هذه البلدة لا عائلة ولا أقارب ولا أصدقاء، لكن سرعان
ما تبدل الخوف إلى شجاعة وهمة وتحدى، ليس لأنى فتوة أو قريبى اللواء فلان أو علان،
ولكن لأن ما قيل أكذوبة مختلقة من العيال ومسكوا فيها الكبار، وبدأت أسمع
التهديدات من زملائى المدرسين، وكان زعيمهم فى هذا الموقف الأستاذ عيد نسيم (مدرس
الرياضة)، والأستاذ هانى قدوس (مدرس الدراسات).
البقية الأسبوع القادم.. إن شاء الله
نشر بجريدة الأهرام يوم الثلاثاء 23 أبريل 2013
http://www.ahram.org.eg/NewsQ/206098.aspx
نشر بجريدة الأهرام يوم الثلاثاء 23 أبريل 2013
http://www.ahram.org.eg/NewsQ/206098.aspx
مدرس الخصوص.. والفتنة النائمة (1)
بقلم: على جاد
لم أكن أفكر فى نشر هذه الحكاية وقد مر عليها ما يقرب من 9 سنوات، لكن
أحداث الخصوص الأخيرة جعلتنى أقلب البيت رأسا على عقب بحثا عن (الأجندة السوداء)
التى صحبتنى فى تلك الفترة، أدون بها بعض الملاحظات عن الحياة والبشر، وأحيانا كنت
أدس بين صفحاتها شيئا من مذكراتى الشخصية.. فما أجمل أن تخاطب الورق وتصاحب القلم
لتبث همومك وأوجاعك دون انتظار رد أو مشورة أو لوم.. أنت فقط تسجل أحداثا قد لا
يقرأها غيرك، ربما فى يوم ما تعود إليها وتجد حنينا لتذكرها أو إحساسا بالسخرية من
لعبة الأيام مع البشر.
وجدت (الأجندة السوداء) بعد عناء من البحث وصراخ وتوسلات زوجتى بأن أعيد ما
(كركبته) لمكانه، لكنى لم أفعل.. حملت الأجندة بين يديى وسرت بتؤدة وكأنى أحمل
رضيعا أهدهده وأتأمل ملامحه.. كانت عيناي تلتهم الورق وتدقق فى سطور الحبر الباهت
بشغف بحثا عما كتبته عن (الفتنة) التى عشتها فى مدينة الخصوص يوم الخميس الموافق
18 مارس 2004(هكذا سجلت التاريخ واليوم فى الأجندة) وكنت طرفا أساسيا فيها بل كنت
من أيقظها دون قصد.
بدأت الحكاية بالبحث عن عمل.. طفت فيه كل الصحف المصرية، الكل رحب، ليس
لموهبتى الفذة فى الكتابة، لكن لأنهم لا يعطون أى فلوس؛ بمعنى (أهلا بك للتدريب
بدون مقابل)، وكان ذلك صعبا بالنسبة لى، حيث تركت بلدتى وأتيت إلى القاهرة سعيا
وراء حلم العمل فى بلاط صاحبة الجلالة.
وبعد أن فقدت الأمل فى أن أجد عملا بمقابل فى الصحافة لم أجد أمامى إلا
البحث فى وزارة التربية والتعليم، ومن إدارة لإدارة رمانى القدر فى (مدرسة الأمير
الإعدادية بنين بالخصوص) أعمل مدرسا بالحصة، كانت الحصة وقتها بـ 175 قرشا.. أظل
45 دقيقة (أبح) فى صوتى شرحا للعيال؛ ولأن مدير المدرسة يعرف أن مدرسى الحصة
(غلابة) كان يعطينى 6 حصص فى اليوم.. وأخر اليوم الدراسى أعطى درسا خصوصيا فى
مجموعات التقوية التى كانت تنظمها المدرسة.
كان فصل 1/6 (أولى سادس)هو الفصل الأساسى فى جدول حصصى، أعطيه حصة اللغة
العربية كل يوم وحصتى التربية الدينية أسبوعيا، وكان به 40 طالبا منهم عشرة طلاب
مسيحيين، وكان من المتبع فى حصة التربية الدينية أن يخير الطلاب المسيحيون بين الحضور
أو الذهاب إلى فناء المدرسة، وكنت بدورى قبل بداية حصة الدين أترك باب الفصل
مفتوحا ليخرج من يريد الخروج، وكانوا جميعا يخرجون، وفى ذات يوم خرج 6 طلاب وبقى
4، فقلت لهم: (حابين تحضروا الحصة) فأجابونى بـ(نعم) وتكرر هذا الموقف أكثر من
مرة، وفى إحدى المرات وجدت الطلاب العشرة يحضرون الحصة جميعا.. وبعدها وقعت
الفتنة.
البقية الأسبوع القادم.. إن شاء الله
نشر بجريدة الأهرام يوم الثلاثاء 15 أبريل 2013
http://www.ahram.org.eg/NewsQ/204591.aspx
نشر بجريدة الأهرام يوم الثلاثاء 15 أبريل 2013
http://www.ahram.org.eg/NewsQ/204591.aspx
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)